بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب (ق ت ن 5 عن عائشة) ".

(اللَّهم إن أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم) مصدر وُضِع موضع الاسم ويراد به مغرم الذنوب والمعاصي ويقال المغرم كالغرم وهو الدين ويراد به ما استدين فيما يكرهه الله أو فيما يجوز ثم عجز عن أدائه فأما دين احتاج إليه وهو قادر على أدائه فالاستعاذة منه وتقدم غير هذا (ومن فتنة القبر) سؤال الملكين فهو استعاذة عن الجواب بما لا ينجو به (وعذاب القبر) خاص بعد عام إن أريد بالفتنة ما يشمل العذاب وأنه أريد ما فسرناه بها فهو عام بعد خاص أو هما غيران (ومن فتنة النار) هي المعاصي التي تأول بصاحبها إلى النار أو المراد ما يفتق به أهل النار من عذابها فيكون عطف عذاب النار كالتفسير لها (ومن شر فتنة الغني) هي الطغيان الذي أشار إليه قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6، 7]، والتي أشار إليها قوله تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ} [الشورى: 27] (وأعوذ بك من فتنة الفقر) فقد كاد يكون كفرًا (وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال) سمي الدجال بالمسيح لأنّ إحدى عينيه ممسوحة يقال رجل ممسوح العين ومسيح وهو لا يبقى على أحد شقي وجهه عين ولا حاجب إلا استوى وقيل: لأنه يمسح الأرض أي يقطعها قاله في النهاية (?) (اللَّهم اغسل عني خطاياي بالماء والثلج والبرد) خصهما بالذكر تأكيدًا للطهارة ومبالغة فيها، قال بعض المحققين: خصهما لشدة بردهما وهو يضاد ما في المعاصي من النارية والحرارة والضد يدفعه الضد (ونق قلبي من الخطايا) خلصه عنها وفيه أن الخطايا كامنة في القلب يحتاج إلى التنقية ولذا لم يقل واجعله خالصًا عن الخطايا (كما نقيت الثوب الأبيض من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015