والأول واضح وجهي إليك والثاني يراد به جليته عن إرادة سواك بعبادته (لا ملجأ) بالهمز (منك) لا معقل ولا ملاذ يعصمني منك ويمنعني منك (إلا) ينتهي (إليك) ويرجع وهو نهاية التفويض (آمنت برسولك الذي أرسلت) يحتمل الإضافة العهدية وهي الأصل أي بمحمد وهو يلزم منه الإيمان بكل رسل الله أو الجنس بكل رسول أرسلته ويلزم منه ما لزم في الأول ويجري الاحتمالان في إضافة (وبكتابك الذي أنزلت) وهذه الجملة كالبيان لقوله اللَّهم إني أسلمت نفسي إليك، ولذا فضلت عنها لأنّ في ضمن هذا الإِسلام بالرسول والكتاب إسلام النفس والتفويض الأمر فإن من آمن بالرسول والكتاب كانت هذه صفاته (ك عن علي) رمز المصنف لصحته (?).
1483 - "اللَّهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم والقسوة والغفلة والعِيْلَة والذلة والمسكنة وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق والنفاق والسمعة والرياء وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام والبرص وسيء الأسقام (ك) والبيهقي في الدعاء عن أنس" (صح).
(اللَّهم إني أعوذ بك من العجز) في النهاية (?): هو ترك ما يجب فعله بالتسويف وهو عام في أمور الدنيا والدين (والكسل) في القاموس (?) وهو التثاقل عن الشيء والفتور فيه والعجز والكسل أخوان لأنّ بهما يفوت على العبد منافعه وفواتها إما من عدم قدرة وهو العجز أو من عدم إرادة وهو الكسل (والجبن والبخل) هما أخوان أيضًا لأنّ بهما يحبس الخير عن العبد والنفع