1474 - "اللَّهم إنك لست بإله استحدثناه ولا برب ابتدعناه ولا كان لنا قبلك من إله نلجأ إليه ونذرك ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك تباركت وتعاليت" (طب، عن صهيب).

(اللَّهم إنك لست بإله استحدثناه) اتخذناه حادثًا كما يتخذ المشركون من دون الله أوثانًا ويخلقون إفكًا، ويحتمل أن السين للطلب أي طلبنا إحداثه لنا من الغير كما كان المشركون يطلبون إحداث الصنم من الصائغ كما قال قوم موسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا} [الأعراف: 138] (ولا برب ابتدعناه) أي اخترعناه من قبل أنفسنا فالأول في طلب الغير أن يحدثه وهذا نفي كونهم أحدثوه اختراعًا منهم (ولا كان قبلك من إله) أي قبل عبادتنا لك وإلا فلا قبلية له تعالى هو الأول قبل كل شيء (نلجأ إليه ونذرك) ونتركك (ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك) نجعله شريكا لك فالأول نفي لإله سواه ورب غيره والثاني نفي للشريك (تباركت) قال جار الله: البركة كثرة الخير وزيادته وفي تبارك الله معنيان تزايد خيره وتكاثر أي تزايد على كل شيء وتعالى في أفعاله وصفاته (وتعاليت) التعالي الارتفاع أي ارتفع شأنه وعظم برهانه وهذا اللفظ يختص بالله تعالى وقوله لست بإله إلى آخره، صورته صورة الخبر وليس بخبر فإنه لا يفيد الحكم ولا لازمه إذ هو خطاب لعالم الغيب والشهادة وإنما هو إقرار واعتراف بأنه تعالى الأول القديم والإله الحق الخالق للخلق المستحق للعبادة لتفرده بالإلهية والربوبية فهو مثل كلمة الشهادة (طب عن صهيب) بالمهملة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015