يتحرى وهو منصوب على الظرفية الزمانية (ولا تنزع) تأخذ (مني صالح ما أعطيتني) زيادة صالح إشارة إلى أن كل ما أعطاه الله صالحا فلا يتوهم أنه له مفهوما (البزار عن ابن عمر) (?).

1473 - "اللَّهم اجعلنى شكورًا واجعلنى صبورًا واجعلني في عيني صغيرًا وفي أعين الناس كلبيرًا (البزار عن بريدة) ".

(اللَّهم اجعلني شكورًا) بفتح المعجمة مبالغة شاكر ومثله صبور ولا يقال في شيء من صفاته تعالى صيغة مبالغة فكل عبارة لا تبلغ ما يستحقه الرب من الثناء وإنما يقال ذلك باعتبار ما اتصف بها من العباد وقد وصف الرب نفسه بالشكور فيما حكاه عن أهل الجنة وأقره حيث قال: {إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 34] وأخبر أن قليلًا من عباده الشكور ووصف نوحا حيث قال: {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} [الإسراء: 3] وصيغة المبالغة تكون تارة باعتبار كثرة المتصف بها وتارة باعتبار كثرة المفعول والأول أكثر.

وحقيقة الشكر الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع وله حقائق كثيرة هذا أحدها وقد بسطنا فيه في كتابنا الصارم الباتر [1/ 418] (واجعلني صبورًا) لقوة الصبر لم يصف الله به بهذه الصيغة أحدًا بل وصف أيوب بأنه صابرًا {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا} [ص: 44] ووصف جماعة من الأنبياء بأنهم من الصابرين هذا وحقيقة الصبر خلق فاضل من أخلاق النفس يمتنع به من فعل ما لا يحسن ولا يجوز وهو قوة من قوى النفس به صلاحها وقوام أمرها وله حقائق كثيرة هذا أجمعها وبسطنا الكلام فيه في ذلك الكتاب ويأتي في حرف الصاد شيء من ذلك والمراد اجعلني كثير الصبر على فعل الطاعات وعن ترك السيئات وعلى تجرع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015