ذلك بنقل كلام بعض في بعض وهو صادق (حم 5 ك عن أبي هريرة) (?) رمز المصنف لصحته.
1377 - "أكثر ما أتخوف على أمتي من بعدي رجل يتأول القرآن يضعه على غير موضعه ورجل يرى أنه أحق بهذا الأمر من غيره (طس عن عمر) (ض) ".
(أكثر ما أتخوف على أمتي من بعدي) أي على إضلالها وتأثيمها وحصول المصائب بها وعموم العقوبة (رجل يتأول القرآن) قال المصنف في الإتقان: التأويل أصله من الأول وهو الرجوع كأنه صرف الآية إلى ما تحتمله من المعاني. وقيل: من الإياله وهي السياسة فكأن المؤول للكلام ساس الكلام فوضع المعنى فيه موضعه (?) وذكر خلافًا في الفرق بينه وبين التفسير وقوله (يضعه على غير موضعه) بيان للجهة التي يشاء منها للذم وأنه من هذه الجهة لا أنه ذم للتأويل مطلقًا فإنه قد علم أنه لا بد منه في كشف معاني القرآن وقد قسم أهل الأصول التأويل إلى أنواع منها مقبول ومنها مردود وهذا الحديث من أعلام النبوة، فقد ضلت بالتأويلات طوائف وأضلت كالباطنية وأهل وحدة الوجود من الصوفية وكل طائفة متقيدة بمذهب معين فلها من التأويل المذموم قسم موفور بردها معاني القرآن إلى رأيها وصرفه عما يعطيه لفظه وسياقه (ورجل يرى أنه أحق بهذا الأمر) أي الخلافة (من غيره) وهو أي الغير من قام بها، والحديث [1/ 396] يحتمل أنه لمجرد رأيه يخاف منه على الأمة وذلك لعظم الإثم في ذلك لأنه في حكم المتعرض على الحكمة الإلهية والمراد بلسان