وفي الباب أحاديث تدل على ذلك ويدل على لحوق ثواب الحج حديث الكتاب وفي معناه أحاديث، وأما سقوط الدَّين عن ذمة الميت بقضاء الحي عنه فدليله الإجماع ومستنده حديث أبي قتادة حيث ضمن الدينارين عن الميت فلما قضاهما قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الآن بردت جلدته" (?) ثم قال ابن القيم (?): فهذه الأحاديث متضافرة على وصول ثواب الأعمال إلى الميت إذا فعلها الحي عنه وهو محض القياس فإن الثواب حق للعامل فإذا وهبه لأخيه المسلم لم يمنع من ذلك كما لم يمنع من هبة ماله في حياته وإبرائه منه له بعد موته وقد نبه - صلى الله عليه وسلم - بوصول ثواب الصوم الذي هو مجرد ترك وفيه يقوم بالقلب لا يطلع عليها إلا الله سبحانه وليس بعمل الجوارح على وصول ثواب القراءة التي هي عمل اللسان تسمعه الآذان وتراه العين بطريق الأولى يوضحه أن الصوم نية محضة وكف النفس عن المفطرات وقد أوصل الله ثوابه إلى الميت فكيف بالقراءة التي هي عمل ونية بل لا يفتقر إلى النية فوصول ثواب الصوم إلى الميت تنبيه على وصول ثواب سائر الأعمال.
والعبادات قسمان: مالية وبدنية نبه الشارع في وصول ثواب الصدقة على وصول سائر العبادات المالية وأخبر بوصول الحج المركب من المالية والبدنية ونبه بوصول الصوم على وصول سائر العبادات البدنية فالأنواع الثلاثة ثابتة بالنص والاعتبار وللمانعين والمفصلين بين ما تدخله النية وما لا تدخله أدلة لا تقوى على معارضة ما سردناه ويأتي في حرف الميم من الشرح إن شاء الله تعالى (خ عن ابنَ عباس) وأخرجه غيره (?).