(وفاطمة بنت محمد) بضعة المصطفي وهي أفضل من أمها لأدلة أخرى، وأما هذا الحديث فلا دلالة فيه على تفضيل بعضهن على بعض، بل ربما دل التقديم على تفضيل خديجة (ومريم بنت عمران) التي أثنى الله عليها في كتابه (وآسية) بزنة فاعله (بنت مزاحم) بالزاي ثم حاء مهملة بزنة مقاتل (امرأة فرعون) التي قالت: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} [التحريم: 11] الآية. وزاد - صلى الله عليه وسلم - هذا الإبدال منها للتوضيح لأن اسمها ليس بالمشهور كقرائنها، وفيه فضل هؤلاء الأربع على سائر نساء أهل الجنة وليس فيه ما يدل على أفضلية إحداهن على الأخرى كما عرفت إلا التقديم ذكرًا فإنه يدل على التقديم لكنه عارضه ما هو أدل منه (حم طب ك عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقره الذهبي (?).
1302 - "أفضلكم الذين إذا رؤوا ذكر الله لرؤيتهم (الحكيم عن أنس) ".
(أفضلكم) أيها المخاطبون ومن يأتي من بعدكم (الذين إذا رأوا ذكر الله) يعني أن رؤيتهم وهيئتهم وسيماهم تذكر بالله لما تدل عليه صورتهم من الإقبال على الله وعلى عبادته وذكره ولذا قال (لرؤيتهم) ويحتمل أن المراد أنهم يذكّرون العباد بالله تعالى عند أن يروهم ويدلونهم عليه ويعظونهم ويناصحونهم ويعرّفونهم بواجب حقوقه فيذكر الله بسبب تذكيرهم، والأول أقرب لأنه علله بمجرد الرؤية (الحكيم عن أنس) (?).
1303 - "أفطر الحاجم والمحجوم (حم د ن هـ حب ك عن ثوبان) " (صح).
(أفطر الحاجم) إذا حجم وهو صائم (والمحجوم) قال في النهاية (?): أي