الأمن والخوف {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} [النساء: 83] وفي وعيد المرجفين مع ضمه لهم إلى المنافقين والذين في قلوبهم مرض (وأخصهم عند الله منزلة) أعظمهم لديه أجرًا (الصائم) لأنه مجاهد لنفسه كاسرٌ لشهواتها مجاهدٌ لعدوه فقد جمع بين الجهادين (طس عن أبي هريرة) وللحديث بقية عند مخرجه وهي: "ومن استقاء لأصحابه قربة في سبيل الله سبقهم إلى الجنة سبعين درجة" (?).
1281 - "أفضل الفضائل أن تصل من قطعك وتعطى من حرمك وتصفح عمن شتمك (حم طب عن معاذ بن أنس) " (ح).
(أفضل الفضائل) هو صريح إنما ذكر أفضل من كل فضيلة والمراد بالفضائل الفضائل بالنظر إلى معاملة العباد فلا يكون أفضل من الصلاة لوقتها (أن تصل من قطعك) مقابلة للإساءة بالإحسان (وتعطي من حرمك) تخصيص بعد التعميم إشارة إلى عزة المال عن النفس وشحها به وهو يلاقي قوله تعالى: {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34] ولشدة مشقة هذه الفضيلة على الأنفس عقبها بقوله: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35] لا يلقى هذه الفضيلة الكاملة والخلة الشريفة إلا ذلك وذلك لأن أصل النفوس شرية مجبولة على الشر إلا القليل فإذا انضاف إلى شرها الكامن من قطع غيره عنه إحسانه انضاف الشر إلى الشر وعرضة للنفس صفة تقتضي مقابلة القاطع بكل إنسان فإذا غلب نفسه وعامله بضدها كان آتيًا بأفضل الأعمال كما قال - صلى الله عليه وسلم - (وتصفح عمن ظلمك) فلا تكافئه إن قدرت عليه ولا تشكوه ولا تحرم منه وإن كان جائزًا لك فتؤثر ذلك على ما أبيح لك وهل