الرزق حتى يجازي بحسناته قاله في الإتحاف لطلبة الكشاف.

قلت: ولا يخفى أنه يبعده كون السياق في أحوال الآخرة {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا} [الزلزلة: 6] الآية (وأرجى آية في القرآن) هو أيضًا مثل أخوف مأخوذ من المبني للمفعول وهو من الرجاء، في النهاية (?): أنه التوقع والأمل أنتهي والمعني أزيد آية يتوقع فيها العباد عفو الله وغفرانه هذه الآية وذلك لما فيها من خطاب العصاة المسرفين بقوله {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53] فخاطبهم بعبادي مضيفًا لهم إلى نفسه وبأنهم عباده وبأن ضرهم وإسرافهم ما كان إلا على أنفسهم وما أساءوا إلا إليها فتقوى قلوبهم غاية القوة لرجاء رحمته ثم نهاهم عن القنوط من رحمته وعلل ذلك بأنه يغفر الذنوب جميعًا فعرفها باللام المفيدة للاستغراق بقرينة المقام ثم زاده تأكيدًا بالتأكيد بجميعًا ثم ختم الآية الشريفة بصفتيه الكريمتين الغفور الرحيم وأتى بهما على صيغتي المبالغة وجمع بينهما ولم يكتف بأحدهما عن الأخرى فأي بشارة يطمع العبد في الغفران أعظم من هذه البشارة؟

واعلم: أن الشرك خارج من هذا العموم بالنص {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48] وبالإجماع، وتكلف جار الله رحمه الله (?) فقال: التقييد بالتوبة مراد والتقدير: إن الله يغفر الذنوب جميعًا بالتوبة، ولم يرتضيه المحققون من الوعيد به الذي على رأيه قال الفاضل العلوي في الكلام عليه: والحق أن غفران الذنوب جميعًا هو الأول بكرم الله وعفوه.

فائدة: قال المصنف في الإتقان (?): اختلف في أرجى آية في القرآن على بضعة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015