الصورة الأوروبيّة عن الإسلام- يقول: «إنّ اتجاهي الفكري قد تحوّل كلّياً نحو الإسلام، وهكذا شعوري .. لم أكن أكذب عندما قلت إنّي أؤمن برسالة محمد النّبويّة .. إنّ ديني أصبح منذ الآن ديانة الكون التي دعا إليها الأنبياء» (?).
وعلى كلّ حال فالنبي - صلى الله عليه وسلم - في غنى عن شهادة البشر (?)، فقد شهد له رب البشر، وزكّى
فؤاده فقال: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}، وزكّى بصره فقال: {مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}، وزكّى لسانه فقال: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى}، وزكّى خُلقه فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، وزكّاه كله فقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (?).
الأمر الثالث: على كلِّ من يطعن في عفته - صلى الله عليه وسلم -، ويسمه بالميل لإشباع الرغبات الجنسية؛ أن يجيب عن تعفف النبي الكريم سنوات شبابه حتى بلغ الخامسة والعشرين حين تزوج لأول مرة، وذلك في مجتمع جاهلي يعج بسبل الفواحش، ودور البغاء.
ولن يجد جواباً؛ ذلك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أتى كفار قريش بهذا الدين الذي يسفه معتقداتهم، ويحقر معبوداتهم الصنمية، وكانوا له في غاية العداوة والكراهية؛ لم يجدوا سبيلاً للطعن في عفته وطهره ونقائه. وغاية ما قالوا: شاعر وكاهن وساحر وكذّاب.
ولو وجدوا مطعناً أخلاقيًّا لابتدروا إلى نشره وتلقينه كلَّ قادم من خارج مكة يريد لقاء النبي المصطفى.