فهذا أبو سفيان (?) -وكان لما يسلم- يشهد للنبي الكريم برفعة النسب، وسلامة اللسان من الكذب، وبالوفاء وعدم الغدر، وبالأمر بالتوحيد والصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة (?).

وهذا عمُّهُ أبو طالب (?)، مع بقائه على الشرك، يُصرِّح بعلمه وتحققه نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - وصدقِه، فيقول:

ولقد علمتُ بأنَّ دين محمد ... من خير أديان البريّة دينا

لولا الملامة أو حذار مسبَّة ... لوجدتني سمحاً بذاك مُبينا

ويقول في لاميَّته:

فوالله لولا أنْ تكون مسبَّة ... تُجَرُّ على أشياخنا في المحافل

لكنّا اتبعناهُ على كل حالة ... من الدهر جدّاً غير قول التهازل

لقد علموا أنَّ ابننا لا مكذَّبٌ ... لدينا ولا يُعنى بقول الأباطل (?)

ثم تكررت الشواهد بعد ذلك من المنصفين.

فالشاعر الألماني جوتة (?) كتب في النبي - صلى الله عليه وسلم - شعراً رائعاً، واعتبره مثالاً للعبقرية الفذة، وشبهه في شعره بالنهر العظيم المتدفق، الذي تناديه باقي الأنهر والجداول ليساعدها على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015