ويحسن أن نشير هنا إلى محاولة ملفتة للنظر، قام بها المنصر أنيس شروش (?)، حين ألف كتابه "الفرقان الحق" (?)، زاعماً أنّه يُعارض القرآن، بل هو خيرٌ منه.

والقارئ لهذا الكتاب لا يجد فيه إلا جملاً من القرآن الكريم، تلاعب بها تقديماً وتأخيراً، وتحريفاً وتبديلاً، في صورة متهافتة، يُغني سقوطها عن إسقاطها (?).

ونخلص من كل ما تقدم إلى أنّ القرآن معجزة خالدة لم يوجد -ولا يمكن أن يوجد- من يقدر على معارضتها.

يقول شيخ الإسلام - رحمه الله -: «وكون القرآن أنّه معجزةٌ ليس هو من جهة فصاحته وبلاغته فقط، أو نظمه وأسلوبه فقط، ولا من جهة إخباره بالغيب فقط، ولا من جهة صرف الدّواعي عن معارضته فقط، ولا من جهة سلب قدرتهم على معارضته فقط، بل هو آيةٌ بيّنةٌ معجزةٌ من وجوهٍ متعدّدةٍ: من جهة اللّفظ، ومن جهة النّظم، ومن جهة البلاغة في دلالة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015