وكان خروجه حين خرج من السرب بعد غروب الشمس فرفع رأسه إلى السماء فإذا هو بالكوكب وهو المشتري. فقال: هذا ربي. فلم يلبث أن غاب، فقال: لا أحب الآفلين، أي لا أحب رباًّ يغيب. قال ابن عباس: وخرج من آخر الشهر فلذلك لم ير القمر قبل الكواكب، فلما كان آخر الليل رأى القمر بازغاً قد طلع، فقال: هذا ربي. فلما أفل يقول: غاب قال: لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين. فلما أصب ورأى الشمس بازغة قال: هذا ربي هذا أكبر. فلما غابت، قال الله له: أسلم. قال: أسلمت لرب العالمين. فأتى قومه فدعاهم فقال: يا قوم إني بريء مما تشركون، إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً"1.
والرواية الثانية: قال ابن جرير: حدثني المثنى2، قال: ثنا أبو صالح3،