الحسن1،
فدخلت معه يوماً على هارون الرشيد، فسأله، ثم إني سمعت محمد بن الحسن وهو يقول: إن محمد بن إدريس يزعم أن للخلافة أهلاً، قال: فاستشاط هارون من قوله غضباً، ثم قال: علي به، فلما مثل بين يديه أطرق ساعة، ثم رفع رأسه إليه، فقال: إيه، قال الشافعي: ما إيه يا أمير المؤمنين، أنت الداعي وأنا المدعو وأنت السائل وأنا المجيب ...
فذكر حكاية طويلة سأله فيها عن العلوم ومعرفته بها –إلى أن قال- كيف علمك بالنجوم؟ قال: أعرف الفلك الدائر، والنجم السائر، والقطب الثابت والمائي والناري، وما كانت العرب تسمية الأنواء، ومنازل النيرين، والشمس والقمر، والاستقامة والرجوع، والنحوس والسعود، وهيأتها وطبائعها، وما أستدل به من بري وبحري، وأستدل في أوقات صلاتي، وأعرف ما مضى من الأوقات في كل ممسي ومصبح، وظعني في أسفاري، قال: فكيف علمك بالطب؟ قال: أعرف ما قالت الروم ... بلغاتهم، وما نقل عن أطباء العرب، وفلاسفة الهند، ونمقته علماء الفرس ... ) 2، ثم ساق سائر العلوم عمل هذا النحو في حكاية طويلة، والرد عليها من أربعة أوجه:
الوجه الأول: أن هذه الحكاية يعلم من له علم بالمنقولات منها أنها