وفي الصحيحين عن أبي مسعود رضي الله عنه؛ قال: قلت: يا رسول الله! أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: " أن تجعل لله ندًا وهو خلقك ... " الحديث.

والآيات والأحاديث في التغليظ والتشديد في الشرك وأهله كثيرة جدًا.

والمعاداة فيه؛ أي: في الشرك وأهله.

كما قال تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4] .

فيجب على المسلم أن يبغض أهل الشرك ويعاديهم ويصارمهم ويقاطعهم، سواء كانوا قريبين أم بعيدين؛ فإن القرب إنما هو في الحقيقة قرب الدين لا قرب النسب؛ فالمسلم، ولو كان بعيد الدار؛ فهو أخوك في الدين، والكافر، ولو كان أخاك في النسب؛ فهو عدوك في الدين، وحرام على كل مسلم ومسلمة موالاة الكفار، بل يجب اتخاذهم أعداءً وبغضاء.

وقد نفى الله الإيمان عمن يواد الكفار ويحبهم؛ كما قال تعالى: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ} [المجادلة: 22] .

فلا يجتمع الإيمان ومحبة أعداء الله، بل لا تجد المؤمنين إلا محادِّين من حادَّ الله ورسوله، معادين من عادى الله ورسوله.

وتكفير من فعله؛ أي: الشرك؛ كما تقدم، ومن لم يكفر المشركين أو شكَّ أو توقف في كفرهم؛ فهو كافر مثلهم؛ كما تقدم.

وجميع ما قرَّره الإمام رحمه الله تعالى في الأمر الثاني؛ فهو يقابل ما في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015