الصنابحي، عن عبادة - رضي الله عنه - أنه قال: "إني لمن البعث الذين بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا ... " 1، وذكر نحوه. وأخرجه مسلم - أيضا - من حديث أبي الأشعث الصنعاني، عن عبادة - رضي الله عنه - وفيه: "أخذ علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أخذ على النساء، أن لا نشرك بالله شيئا ... " 2، وذكر بقيته. فهذه البيعة الأولى 3، كانت قبل الثانية، وفي ليلة العقبة الثانية، شرط عليهم أن يمنعوه مما منعوا منه أزرهم، يعني نساءهم، ثم فرض القتال بعد ذلك، لما نزل قوله تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ} 4 الآية. فإذا عرف ذلك فآية بيعة النساء التي في الممتحنة مدنية بالاتفاق 5، إنما نزلت بعد قصة الحديبية في سنة ست، فكيف يتصور أن تتلى في بيعة العقبة الأولى قبل الهجرة، بأزيد من عامين؟! وقد يمكن تأويل الرواية المتقدمة، على أن الذي اشترطه النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الليلة، يشبه ما في آية بيعة النساء، لكن قول الراوي: "تلا الآية"، يبعد هذا التأويل. والله أعلم.
21- ومنها ما روى البخاري - أيضا - في باب التقنع، من كتاب اللباس 6 (حدثنا) 7 إبراهيم بن موسى، (أخبرنا) 8 هشام 9، عن معمر 10 (عن الزهري، عن عروة) عن عائشة 11- رضي الله عنها - قالت: "هاجر ناس من المسلمين 12 إلى الحبشة، وتجهز أبو بكر - رضي الله عنة - مهاجرا، (فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي" 13. فقال أبو بكر- رضي الله عنه -: "أو ترجوه, بأبي أنت؟ " قال: "نعم"، فحبس أبو بكر - رضي الله عنه - نفسه على النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصحبه، وعلف راحلتين" كانتا عنده، ورق السمر أربعة أشهر…" الحديث.
فقوله في هذه الرواية: "إلى الحبشة" وهم من بعض الرواة، أو سبق قلم 14،