(أذهب) 1 والله فأسلم، فحتى متى؟ " قال: فقلت: "والله ما جئت إلا لأسلم" 2. قال: فقدمنا المدينة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقدم خالد بن الوليد، فأسلم وبايع ". وذكر بقية الحديث، وهو صحيح لتصريح ابن إسحاق فيه بالتحديث، ويزيد بن أبي حبيب مسند عن كبار رجال الصحيحين، وحبيب، وراشد مولاه، ذكرهما ابن حبان في الثقات 3، ولم (يضعفها) 4 أحد، فهذا سند ثابت، يقتضي صحة ما ذكره الحافظ الدمياطي، وأن إسلام خالد كان في أوّل سنة ثمان، لأن فتح مكة، كان في شهر رمضان من سنة ثمان 5، وإذا كان لم يسلم إلا يومئذ، فلم يشهد غزوة خيبر، ولهذا قال ابن عبد البر- بعد كلامه المتقدم -: "لا يصح لخالد بن الوليد - رضي الله عنه - مشهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل الفتح 6، (وقد) 7 تبين بهذا كله, أن قول من قال: عن خالد في هذا الحديث: "غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر" 8، لا أصل له. والله أعلم.

20- ومنها: ما روى البخاري في التفسير من صحيحه، من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي إدريس الخولاني، عن عبادة بن الصامت- رضي الله عنه- قال: "كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أتبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تزنوا، ولا تسرقوا, (وقرأ آية النساء) فمن وفي منكم فأجره على الله ... " 9 الحديث.

وهو كذلك- أيضا- عند مسلم من طريق معمر، عن الزهري. قال فيه: "فتلا علينا آية النساء" 10. وقال البخاري في طريقه المتقدمة: "وأكثر لفظ سفيان 11 قرأ الآية 12.

ووجه الإشكال في هذا أن هذه البيعة هي بيعة العقبة الأولى مع الاثني عشر من الصحابة للأنصار، وقد أخرجاه في الصحيحين من طريق عبد الرحمن بن عسيلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015