الطير" 1 رواه كذلك (000) 2 عن بقية بن الوليد قال: "حدثني ثور بن يزيد 3، (عن صالح بن يحي) 4. والحديث عند النسائي، وابن ماجة، والدارقطني 5، وغيرهم؟ من طرق عن بقية، ولم يقل أحد فيه: "عن خالد بن الوليد، غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر". عن رواية أبي داود، سوى ما جاء في رواية ذكرها أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، في كتاب مختصر اللطيف قال: "حدثنا أحمد بن المقدام، ثنا عمر بن عبد الرحمن، ثنا أيوب عن يحيى بن كثير، عن رجل من أهل خيبر، عن خالد بن الوليد - رضي الله عنه - قال: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر"،- فشكا - إليه اليهود أن أصحابه يصيبون من ثمارهم, قال: "فأمرني أن أنادي: الصلاة جامعة، ولا يدخل إلا مسلم " 6. فذكر بقية الحديث، والذي يتعلق بهذا الحديث من أصله، من الاضطراب والتضعيف، لسنا بصدده، وقد بسطته في موضع آخر، إنما نقصد هنا بيان الوهم في قولهم: "عن خالد بن الوليد - رضي الله عنه - أنه غزا خيبر مع النبي - صلى الله عليه وسلم -", وليس ذلك بصحيح, فقد جزم 7 أحمد بن حنبل، والبخاري بأنه لم يشهدها، حكاه عنهما الحافظ زكي الدين عبد العظيم في مختصر السنن 8، قال الحافظ شرف الدين الدمياطي 9: "كان إسلام خالد - رضي الله عنه- بعد خيبر بتسعة أشهر، لأنه أسلم في أوّل يوم من صوم سنة ثمان، وغزوة خيبر كانت في جمادى الأولى سنة سبع"، قلت: وقيل: إنها كانت في المحرم، أو في صفر من هذه السنة، وقال أبو محمد بن حزم: "لم يسلم خالد إلا بعد خيبر بلا خلاف 10، وكأنه لم يطلع على غير ذلك، فقد قال ابن عبد البر في الاستيعاب: "قيل: كان إسلامه بين الحديبية وخيبر، وقيل: بل كان سنة خمس بعد فراغ النبي من بني قريظة، وقيل: كان في سنة ست، وقيل: بل في أوّل سنة ثمان، مع عمرو بن العاص وعثمان بن طلحة - رضي الله عنهم-" 11. قلت: هذا القول الأخير هو الصحيح