. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
فلا يطلقون عليهم الكفر، بل يقولون: إنهم لا مسلمون ولا كفار، ولكنهم يخلدون في النار، كما تقول الخوارج، والنصوص ترد قولهم جميعًا.
فإن الرافضة تسبهم وتلعنهم، وربما كفرتهم أو كفرت بعضهم، وأما الرافضة الغالية فإنهم مع سبهم لطائفة من الصحابة وللخلفاء الثلاثة فإنهم يغلون في علي ويدعون فيه الألوهية، وهم الذين حرقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار. وقابلهم الخوارج فقاتلوه وقاتلوا الصحابة وكفروهم واستحلوا دماءهم ودماء المسلمين.
وهدى الله أهل السنة والجماعة، فاعترفوا بفضل الصحابة جميعا، وأنهم أعلى الأمة في كل خصلة، ومع ذلك فلم يغلوا ولم يعتقدوا عصمتهم، بل قاموا بحقوقهم وأحبوهم لما لهم من الحق الأكبر على جميع الأمة. كما سيأتي.
شرح المصنف رحمه الله في هذا الفصل مسألة علو الله واستوائه على عرشه، وأن ذلك داخل في الإيمان بالله، وذلك لما حصل في هذه المسألة من الاختلاف والمخاصمات لله بين أهل السنة والجماعة وبين طوائف الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم في هذه المسألة من الأشعرية ونحوهم. فإن مسألة العلو صنفت فيها المصنفات المستقلة، وأورد أهل السنة من نصوص الكتاب والسنة ما لا يمكن أو دفع بعضه، وحققوا ذلك بالعقل الصحيح، وأن