. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وجوزوا على الله أن يعذب المطيعين وأن ينعم العاصين، وأما الوعيدية من القدرية فخلدوا في النار كل من مات مصرًا على الكبائر التي دون الشرك، فانحرفت كل واحدة وردت؛ لأجل ذلك من النصوص ما ردت، وهدى الله أهل السنة والجماعة، فتوسطوا، وقالوا: إن الإيمان اسم لجميع العقائد الدينية والأعمال القلبية والبدنية، وأنه يكون ناقصًا إذا تجرأ المؤمن على المعاصي بدون توبة، وأن الله لا يظلم من عباده أحدا، ولا يعذب الطائعين بغير جرم ولا ذنب، وأنه لا يخلد في النار من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان ولو فعل الكبائر، كما تواترت بذلك النصوص في الكتاب والسنة.
وقد تقدم ذلك، لكن الفرق بين الحروريه والمعتزلة: أن الحرورية -وهم الخوارج- يطلقون الكفر على العصاة من المؤمنين ويخلدونهم في النار، وأما المعتزلة