بعض الملوك السالفة كتب على قصب وطرحه في موضع مغيضه فظهر بنهر كرمان وقد شاهدناه وهو نهر حسن وللفرس فيه أشعار كثيرة، وليس في هذه البحيرة المنتنة ذو روح من سمك ولا غيره، ومنها يخرج الحمر الّذي يسمي قفر اليهود يطلى على المناجل ويكسح به الكروم ليؤمن من الدود عليها، ولغير ذلك من العلاجات، ولمخرجه منها وما يظهر من الصوت وعلى أي صورة يظهر اخبار عجيبة وفيها وحولها يوجد الحجر الأصفر المعروف باليهودي المحرز على شكل البطيخ وخطوطه وذكر ابقراط وجالينوس وغيرهما انه يفتت الحصى المتولد في الكلى دون المثانة إذا برد وسقى وليس فيما عرف من معمور الأرض بحيرة لا يتكون ذو روح فيها الا هذه البحيرة وبحيرة كبوذان وهي على بعض يوم من مدينة أرمية وبلاد المراغة وغيرهما من بلاد آذربيجان، وهي أعظم وأغزر وامر وأملح لا يتكون ذو روح فيها أيضا وهي مضافة الى قرية في جزيرة في وسطها تعرف بكبوذان يسكنها ملاحو المراكب التي يركب فيها في هذه البحيرة، وتصب اليها انهار كثيرة ومياه من بلاد آذربيجان وغيرها، لم يعرض أحد ممن ذكرنا لوصفها وقد صنف احمد بن الطيب السرخسي صاحب يعقوب بن إسحاق الكندي كتابا حسنا في المسالك والممالك والبحار والأنهار وأخبار البلدان وغيرها، وكذلك ابو عبد الله محمد بن احمد الجيهاني وزير نصر بن احمد بن إسماعيل بن احمد بن أسد صاحب خراسان، ألف كتابا في صفة العالم وأخباره وما فيه من العجائب والمدن والأمصار والبحار والأنهار والأمم ومساكنهم وغير ذلك من الاخبار العجيبة والقصص الظريفة، وابو القاسم عبيد الله بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015