عشر ولوقا ومرقس من السبعين وأن مرقس صاحب الاسكندرية ومن كان بعده من البطاركة على هذا الكرسي الحكام على سائر أصحاب الكراسي في كل ما يختلفون فيه، والقضاة عليهم إذا تنازعوا ومتى اجتمعوا في محفل جلسوا حسرا وصاحب هذا الكرسي بعمامة إذ كان خليفة بطرس، وأن السبب في ذلك ان بطرس لما دعا التلاميذ الى ان يسير بعضهم إلى الاسكندرية بالإنجيل الّذي كتبه ويدعو الناس جزعوا من ذلك لأجل من كان بها من الصابئين والقاطرين أحدهم قاطر ويسمى بالقبطية هيراتقس وهم الكهنة وان مرقس انتدب لذلك وكان أصغر القوم سنا فناوله بطرس الإنجيل ومحا اسمه منه وأثبت فيه اسم مرقس وقال له قد جعلناك الحاكم عليهم فيما تنازعوا فيه وغير ذلك من أسرار دين النصرانية وأخبارهم من السليحين وغيرهم مما هو موجود في الكتاب المعروف بيركسيس وفي كتاب ديونوسيوس «الفلو باخيطوا» في أسرارهم أيضا وفي كتاب قليمنس وكان تلميذا لبطرس ورأيت كثيرا من النصارى يقف في هذا الكتاب ويدفع أن يكون صحيحا، وفي الأربع عشرة رسالة لبولس التي كتب بها في أوقات متفرقة الى أهل رومية وغيرهم، وتدعى هذه الرسائل كتاب السليخ، وذكرنا في كتاب (المقالات، في أصول الديانات) وكتاب (خزائن الدين وسر العالمين) أقاويل الأمم العوالم الأربعة في عالم الربوبية وعالم العقل وعالم النفس وعالم الطبيعة ومراتب الروحانية والجواهر العلوية والأجسام السمائية وسائر الوسائط والفرق بين النار والنور ومراتب الأنوار وما قاله كل فريق منهم في ذلك من الهند وقدماء الفلكيين وأصحاب الاثنين ومن واقفهم من أصحاب التأويل في هذا الوقت والحنفاء والكلدانيين وهم البابليون الذين بقيتهم في هذا الوقت بالبطائح بين واسط والبصرة في قرايا هناك وتوجههم في صلاتهم