إلى الخزائن كي لا يخفى على الحي منهم صفة الميت، وصورة كل ملك كان في حرب قائما، وكل من كان في أمر جالسا وسيرة كل واحد في خواصه وعوامه وما حدث في ملكه من الكوائن العظيمة والاحداث الجليلة، وكان تاريخ هذا الكتاب أنه كتب مما وجد في خزائن ملوك فارس للنصف من جمادى الآخرة سنة 113 ونقل لهشام بن عبد الملك بن مروان من الفارسية إلى العربية فكان أول ملوكهم فيه أردشير شعاره في صورته أحمر مدنر وسراويله لون السماء وتاجه أخضر في ذهب بيده رمح وهو قائم وآخرهم يزدجرد بن شهريار بن كسرى أبرويز، شعاره أخضر موشى وسراويله موشى لون السماء وتاجه أحمر قاتم بيده رمح معتمد على سيفه بأنواع الأصباغ العجيبة التي لا يوجد مثلها في هذا الوقت والذهب والفضة المحلولين ونحاسه محكوك، والورق فرفيري اللون عجيب الصبغ فلا أدرى أورق هو أم رق لحسنه وإتقان صنعته وقد أتينا على جمل من ذلك في الجزء السابع من (كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر) الحاوي لأخبار الفرس الأولى وهم الكيانيون، والطوائف من الأشغان، والأردوان وغيرهم، والساسانية وطبقاتهم وأنسابهم وملوكهم الى يزدجرد بن شهريار آخرهم، ومن أعقب منهم ومن لم يعقب وسيرهم وحروبهم وحيلهم ومكايدهم فيها، وكيفية غلبتهم على العراق وزوال ملك النبط، الاردوان منهم، والأرمان وضروب سياستهم الديانية والملوكية الخاصة منها والعامة، وعهودهم وخطبهم ورسائلهم ومبلغ سنى ملكهم وشعارهم، وما كان من الكوائن والأحداث أعصارهم، ومبدأ دين المجوسية وظهورها وخبر «زرادشت» نبيهم، وما جاء به وخطوطهم السبعة التي كانوا يكتبون بها وأحرف كل خط منها، ولما أفردوا أعيادهم من النواريز والمهرجان وعلة كل