هكذا أنشده أبو علي - رحمه الله - " وأي " على مثال فعل، وهو الشديد الصلب. والبيت لذي الرمة، وكذلك قيَّده أبو علي - رحمه الله - ورواه في ديوان شعره؛ وإنما هو " وأن " الواو للعطف وأن الحرف الناصب، ويوضح لك صحة ذلك قوله قبل البيت:

خدَبٍّ حَنَا من ظَهره بَعْدَ سَلْوَةٍ ... على قُصْبِ مُنْضَمِّ الثَّميلَةِ شازِبِ

مَرَاسُ الأوابي عن نُفُوسٍ عزيزةٍ ... وإلْفُ المَتَالِي في قلوبِ السلائِبِ

وأنْ لم يَزَل يَسْتَسْمِع العامَ حَوْلَهُ ... نَدَى صَوْتِ مَقْرُوعٍ عن العَذْفِ عاذِبِ

يقول: حنى من ظهره مراس الأوابي واستماع صوت فحل ينادي بإزائه آخر يخاطره على طروقته ويصاوله، فبينهما هدر وإيعادٌ. وقوله: " بعد سلوة " أي بعد نعمةٍ. يقول: أضمره الهياج لأنه ترك العلف والمرعى. والثميلة: بقية العلف والماء في البطن. والسلائب: هي التي نُحرت أولادها أو ماتت. يقول: هذه السلائب تحب هذه المتالي كحبها أولادها فحيثما ذهبت المتالي تبعتها السلائب. وقد فسر أبو علي - رحمه الله - باقي الغريب.

* * * وفي " ص 89 س 6 " وأنشد أبو علي - رحمه الله -:

وعَيْرٌ لها من بَنَاتِ الكُدَادِ ... يُدَهْمِجُ بالقعْب والمِرْوَدِ

هذه رواية محالة، وليس هكذا قاله الشاعر، وهو للفرزدق يهجو جريراً؛ وصحة إنشاده:

فما حَاجِبٌ في بني دَارِمٍ ... ولا أُسْرَةُ الأقْرَعِ الأَمْجَدِ

ولا آلُ قَيْسٍ بنو خالدٍ ... ولا الصِّيدُ صِيدُ بَنِي مَرْثَدِ

بأَخيلَ منهمْ إذا زَيَّنُوا ... بِمَغْرَتهم حاجِبَي مُؤجَدِ

حمارٍ لهم من بناتِ الكُدَادِ ... يُدَهْمِجُ بالوَطْبِ والمِرْوَدِ

يَبِيعُون نَزْوَتَهُ بالوَصِيفِ ... وكرمَيْه بالناشئ الأَمْرَدِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015