رواه أبو محمد عن خالد بن كلثوم - رحمهما الله - وكذلك رواه إبراهيم بن محمد عن أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي - رحمهم الله - وكذلك رواه أبو العباس بن الفضل عن أبي تمام. قال أبو حاتم عن الأصمعي - رحمهم الله أجمعين - قوله: وجر شواء. كان هذا مما أعان على تخريق ثيابه غير منضج؛ إنما ذلك لسرعة السير وإعجاله لهم عن إنضاجه؛ كما قال امرؤ القيس:

نمُشُّ بأَعْراف الجِيَادِ أَكُفَّنا ... إذا نَحْنُ قُمْنَا عن شِوَاءٍ مُضَهَّبِ

وهذا إنما يكون في حال السِّفار لا في غيره. ورواية أبي علي - رحمه الله - تقتضي أن ذلك شأنه في جميع أحواله؛ وهذا بالذَّمّ أشبه، لأنه إذا فعل ذلك في حال الطمأنينة وحين لا يجد به سير، فإنما يفعله لفرط الجشع وشدة الحرص على الطعام، وهذا مذموم. وروى أبو عبد الله عن أبي العباس: " فتى يملأ الشيزى ويروي نديمه " وهذه رواية أفادت معنى ثالثاً في البيت يجانس ما قبله من إطعام وسقي. ومن روى: " فيروي سنانه " فذلك في معنى: " ويضرب في رأس الكمي المدجج " فلم يفد البيت أكثر من معنيين. والأبيات المذكورة من قصيدة للشمَّاخ.

* * * وفي " ص 263 س 1 " وأنشد أبو علي - رحمه الله - لعبد الرحمن بن يزيد:

يُؤَسِّى عن زِيادَةَ كلُّ حَيٍّ ... خَلِيٌّ ما تَأوَّبَهُ الهُمُومُ

فلو كنتُ القَتِيلَ وكان حَيًّا ... لَطَالَبَ لا أَلَفُّ ولا سَؤُومُ

ولا هَيَّابَةٌ بالليل نِكْسٌ ... ولا ضَرَعٌ إذا أَمسَى نَؤُومُ

وكيف تَجَلُّدُ الأقوامِ عنه ... ولم يُقْتَلْ به الثَّأرُ المُنِيمُ

غَشُومٌ حين يُبْصَرُ مُسْتَفَادٌ ... وخيرُ الطَّالِبي التِّرَةِ الغَشُومُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015