لا ما أورده أبو علي - رحمه الله - والبيت الذي أنشده من شعر المتنخل يهجو بها ناساً من قومه كانوا مع ابنه حجَّاج يوم قُتل. وقبل البيت:

لا يُنْسِئُ اللهُ مِنّا مَعشراً شهدوا ... يوم الأُمَيلِح لا غابوا ولا جَرَحُوا

لا غيَّبُوا شِلْوَ حجَّاجٍ ولا شَهِدُوا ... حَمَّ القتالِ فلا تسألْ بما أفتضحوا

لكن كبيرُ بن هندٍ يوم ذلكم ... فُتْخُ الشمائل في أيمانهم رَوَحُ

عَقَّوْا بسَهم فلم يشعرُ به أحدٌ ... ثم أستفاءوا وقالوا حَبَّذَا الوَضَحُ

قوله: لا يُنسئ الله، أي لا يؤخر الله موتهم. وشلو كل شيء: بقيته. وحمُّ القتال، وحمُّ كلِّ شيء: معظمه. وكبير بن هندٍ قبيلة من هذيل. واستفاءوا: رجعوا عما كانوا عليه. وقالوا: حبذا الوضح، أي حبذا الإبل والغنم نأخذها في الدية: ويعني بالوضح: اللبن لبياضه.

* * *

وفي " ص 255 س 12 " قال أبو علي - رحمه الله - حدثنا ابن الأنباري عن أبي حاتم عن أبي زيد عن المفضل الضبي - رحمهم الله - قال: كنت مع إبراهيم بن عبد الله بن عبد الله بن الحسن - رحمه الله - صاحب أبي جعفر في اليوم الذي قُتل فيه، فلما رأى البياض يقلُّ والسواد يكثر قال: يا مفضل، أنشدني شيئاً يهوِّن علي بعض ما أرى؛ فأنشدته:

أَلا أَيُّها النّاهِي فَزَارةَ بَعْدَمَا ... أَجدَّتْ لغَزْوٍ إنّما أنت حَالِمُ

أَبَى كلُّ ذي تَبْلٍ يَبِيتُ بِهَمِّه ... ويُمْنَعُ منه النومُ إذْ أنت نَائِمُ

قَعُوا وَقْعَةً مَن يَحْيَى لم يَخْزَ بعدَهَاوإن يُخْتَرَمْ لَمْ تَتَّبِعْهُ الملاَوِمَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015