ومُحْتَضَرِ المنافِع أَرْيَحِيٍّ ... نَبِيلٍ في مَعاوِزَهٍ طُوَال
ورواه محمد بن يزيد: في معاوزه طوال، وهي رواية مردودة. وقوله:
حتى تُحَوِّل ذا الهِضاب يَسُوما
رواه أبو عمرو - رحمه الله - وغيره: ذا الضباب، وهو الصحيح، لأن يسوم: جبل منيف في أرض نخلة من الشأم يعرف بذي الضباب؛ وذلك أن الضباب لا يكاد يفارقه، وإلا فكلُّ جبل ذو هضاب.
* * * وفي " ص 245 س 21 " وأنشد أبو علي للمتنخل الهذلي:
عَقَّوْا بَسهْمٍ فلم يَشعُر به أحدٌ ... ثم استفاءوا وقالوا حَبَّذَا الوَضَحُ
وقال: عقَّى بسهم إذا رمى به نحو السماء لا يريد به أحداً. وإذا اجتمع الفريقان للقتال بما بدا لأحد الفريقين وأرادوا الصلح رموا بسهم نحو السماء فعلم الفريق الثاني أنهم يريدون الصلح، فتراسلوا في ذلك.
لم يعلم أبو علي - رحمه الله - معنى التعقية ومذهب العرب فيها. قال أبو العباس ثعلب - رحمه الله -: سألت ابن الأعرابي - رحمه الله - عن التعقية وهو سهم الاعتذار فقال: قالت الأعراب: إن أصل هذا أن يُقتل الرجل من القبيلة فيُطالب القاتل بدمه، فتجتمع جماعة من الرؤساء إلى أولياء المقتول بديةٍ مكملة ويسألونهم العفو وقبول الدية، فإن كان أولياؤه ذوي قوة أبوا ذلك، وإلا قالوا لهم: إن بيننا وبين خالقنا علامة للأمر والنهي؛ فيقول الآخرون: ما علامتكم؟ فيقولون: أن نأخذ سهما فنرمي به نحو السماء، فإن رجع إلينا مضرجاً دماً فقد نُهينا عن أخذ الدية؛ وإن رجع كما صعد فقد أُمرنا بأخذها. قال ابن الأعرابي قال أبو المكارم - رحمهما الله - وغيره: فما رجع هذا السهم قط إلا نقياًّ، ولكنهم لهم في هذا المقال عذر عند الجهال. هذا معنى عقَّوا بسهم،