أفضل, وأقوى حجة, وأعلى مرتبة, وإن حدث منه ما شكوت منه (?) , والمعاملة- وإن كثرت الفوائد التي أشرت إليها منها- فإنها قريبة إلى أحوال الجبان الكسلان الذي قد اقتنع بصلاح نفسه عن هداية غيره, وانفراد بعزلته عن اجتذاب الخلق إلى ربهم, فالصواب العكوف على العلم مع تلذيع (?) النفس بأسباب المرقِّقات تلذيعاً لا يقدح في كمال التشاغل بالعلم)) (?).

وقول الإمام ابن الجوزيّ: ((فالصواب العكوف على العلم مع تلذيع النفس بأسباب المرققات ... )) يُعد من القواعد الجامعة المُثلى في هذا الباب.

والناظر اليوم لحال طلبة العلم يعرف أن أكثرهم قد قست قلوبهم وجمدت عيونهم, وانصرفوا عن الرقائق وطلب بعضهم الدنيا بعلمه؛ وذلك لأن القلب ليس متوجهاً إلى الله ولا اللسان بمخلص في دعواه, وهذا من عوامل تأخر النصر, وقلة التوفيق, وندرة البركة في الأعمار والأوقات, والله المستعان.

ثالثاً: التوازن بين طلب العلم وحقوق الأهل والأولاد:

إذ أن حب العلم للعلم أعظم من حب الناس للمال والنساء, وطالب العلم إن لم يوازن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015