. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQ" ثم استدل بقول النبي - صلى الله عليه وسلم: «الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» ، وفي قوله: «تؤمن بالقدر خيره وشره» دليل على أن القدر منه ما هو خير، ومنه ما هو شر، أي: خير بالنسبة لابن آدم، وشر بالنسبة لابن آدم، فالمكلف قد يكون عليه قدر هو بالإضافة إليه خير، وقد يكون عليه القدر بالإضافة إليه شر، وأما بالنسبة لفعل الله - جل وعلا - فالله - جل وعلا - أفعاله كلها خير؛ لأنها موافقة لحكمته العظيمة؛ فلهذا جاء في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في ثنائه على ربه: «والشر ليس إليك» (?) . فالله - جل وعلا - ليس في فعله شر، فالشر بما يضاف للعبد، فإذا أصيب العبد بمصيبة فهي شر بالنسبة إليه، أما بالنسبة لفعل الله فهي خير، لأنها موافقة لحكمة الله - جل وعلا - البالغة، والله - سبحانه وتعالى - له الأمر كله.
" وعن عبادة بن الصامت أنه قال لابنه: يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك " (?) وهذا لأن القضاء والقدر قد فرغ منه، يعني: تقدير الأمور قد فرغ منه، والله - جل وعلا - قد قدر الأشياء وقدر أسبابها، فالسبب الذي سيفعله المختار من عباد الله مقدر، كما أن نتيجته مقدرة، ومن الإيمان بالقدر الإيمان بأن الله - جل وعلا - جعلك مختارا، وأنك