. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQ- جل وعلا - قسمة الميراث تصل إليه، وهذا كله من فضل الله - جل وعلا - ومن نعمته، والوالد سبب في إيصال المال إليك، ولهذا لا يجوز للوالد أو لصاحب المال أن يقسم الميراث على ما يريد هو؛ لأن المال في الحقيقة ليس مالا له كما قال - جل وعلا -: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [النور: 33] [النور: 33] ، فهو مال الله - جل وعلا - يقسمه كيف يشاء «إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم» (?) فالواجب على العبد أن يعلم أن ما وصله من المال، أو وصله من النعمة عن طريق آبائه هو من فضل الله - جل وعلا - ونعمته، والده أو والدته أو قريبه سبب من الأسباب، فيحمد الله - جل وعلا - على هذه النعمة، ويقابل ذلك السبب بجزائه إما بدعاء وإما بغيره.
" وقال عون بن عبد الله: يقولون: لولا فلان لم يكن كذا " (?) كقول القائل: لولا الطيار لذهبنا في هلكة، ولولا أن سائق السيارة كان ماهرا لذهبنا في كذا وكذا، أو يقول: لولا أن الشيخ كان معلما وأفهمنا هذه المسألة لما فهمناها أبدا، أو يقول: لولا المدير الفلاني لفصلت، ونحو ذلك من الألفاظ التي فيها تعليق حصول الأمر بهذه الواسطة. والأمر إنما حصل بقضاء الله وبقدره، وبفضل الله وبنعمته من حصول النعم، أو اندفاع المكروه والنقم؛ ولهذا يجب على العبد أن يوحد فيقول: لولا الله ثم فلان، فيجعل