. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQجل وعلا، وهذا من كمال التوحيد فإن القلب الموحد يعلم أنه ما ثم شيء في هذا الملكوت إلا والله - جل وعلا - هو الذي يرسله، وهو الذي يمسك ما يشاء كما قال سبحانه: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ} [فاطر: 2] [فاطر: 2] فكل النعم من الله - جل وعلا - والعباد أسباب في ذلك، فالواجب إذا أن تنسب النعمة إلى المسدي لا إلى السبب؛ لأن السبب لو أراد الله - جل وعلا - لأبطل كونه سببا، وهذا السبب إذا كان آدميا فقلبه بين إصبعين من أصابع الله - جل وعلا - لو شاء لصده عن أن يكون سببا، أو أن ينفعك بشيء، فالله - جل وعلا - هو ولي النعمة، قال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى -: ما من أحد تعلق بمخلوق إلا وخذل، وما من أحد تعلق بمخلوق في حصول نفع له أو اندفاع مكروه عنه إلا خذل، وهذا في غالب المسلمين؛ وذلك لأن الواجب على المسلم أن يعلق قلبه بالله، وأن يعلم أن النعم إنما هي من عند الله، والعباد أسباب يسخرهم الله - جل جلاله - وهذا هو حقيقة التوحيد ومعرفة تصرف الله - جل وعلا - في ملكوته.
" قال مجاهد ما معناه: هو قول الرجل: هذا مالي ورثته عن آبائي " (?) يعني أن قول الرجل " مالي ورثته عن آبائي " مناف لكمال التوحيد ونوع شرك؛ لأنه نسب هذا المال إليه ونسبه إلى آبائه، وفي الواقع أن هذا المال أنعم الله به على آبائه ثم أنعم الله به على هذا المؤمن؛ إذ جعل الله