. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQوجه الدلالة من الآية: أنه وصف المؤمنين بهذه الصفات الخمس وآخرها قوله: {وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2] وظاهر من دلالة الآية حيث قدم الجار والمجرور على أنهم أفردوا الله بالتوكل، فدل على أن هذه العبادات الخمس هي أعظم مقامات أهل الإيمان، وهذا ينبغي التنبه له، إذ كل أمور الدين والعبادات والفروع العملية التي يعملها العبد، إنما هي فرع عن تحقيق هذه الخمس التي جاءت في هذه الآية {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنفال: 2] وهذه الصفة تجمع الكلمات الشرعية وتجمع الدين جميعا؛ لأن ذكر الله فيه القرآن وفيه السنة.
" وقوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 64] [الأنفال: 64] يعني: كافيك الله وكافي من اتبعك من المؤمنين؛ لأن الحسب هو الكافي، والكلمة المشابهة لها (حسب) تقول: هذا بحسب كذا، يعني: بناء على كذا، وأما الكافي فهو (الحسب) بسكون السين.
ووجه مناسبة الآية لهذا الباب: أن الله حسب من توكل عليه، قال- جل وعلا-: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3] [الطلاق: 3] فالله حسب من توكل عليه، فدل على أن الله -جل وعلا- أمر عباده بالتوكل عليه حتى يكون كافيهم من أعدائهم وحتى يكون -جل وعلا- كافي المؤمنين من المشركين، قال -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ} [الأنفال: 64] يعني: كافيك الله، ولهذا أعقبها المؤلف بالآية الأخرى وهي قوله -جل وعلا-: