. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQبالتوكل وأن التوكل عبادة يجب أن تحصر وتقصر في الله - جل وعلا-، هذا وجه الدلالة من الآية.
ودليل آخر في هذه الآية، وهو قوله وتعالى: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23] حيث جعل الإيمان لا يصح إلا بالتوكل، وأن التوكل شرط الإيمان، فقال: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23] وهذا هو الشرط، وجوابه محذوف، وتقديره: فأفردوا الله بالتوكل، فجزاء الشرط هو إفراد الله بالتوكل، فصارت دلالة الآية من جهتين.
وكذلك قوله -جل وعلا- في آية سورة يونس: {إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} [يونس: 84] [يونس: 84] فقوله {فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا} [يونس: 84] أمر بإفراده بالتوكل -جل وعلا- وقدم الجار والمجرور، لإفادة الحصر والقصر والاختصاص بالله -جل وعلا-، ثم جعل إفراده بالتوكل -جل وعلا- شرطا في صحة الإسلام فقال: {إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} [يونس: 84] فهاتان الآيتان دلتا على أن التوكل عبادة، وأن إفراد الله به -جل وعلا- واجب، وأنه شرط في صحة الإسلام، وشرط في صحة الإيمان، وهذا كله يدل على أن انتفاءه مذهب لأصل التوحيد ومناف لأصله إذا توكل على غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله -جل جلاله-.
" وقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2] [الأنفال: 2] :