. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــQ" ولا طيرة ": مؤثرة أصلا، وإنما ذلك راجع إلى قضاء الله وقدره.
قوله: «ويعجبني الفأل " قالوا: وما الفأل؟ قال: " الكلمة الطيبة» (?) كان -عليه الصلاة والسلام- يحب الفأل وفسره بأنه الكلمة الطيبة؛ لأن الكلمة الطيبة إذا سمعها فتفاءل بها، وأنه سيحصل له كذا وكذا من الخيرات، يكون من باب حسن الظن بالله- جل وعلا-، فالفأل حسن ظن بالله، والتشاؤم سوء ظن بالله- جل وعلا-؛ ولهذا كان الفأل ممدوحا ومحمودا، والشؤم مذموما.
ومعلوم أن العبد مأمور بأن يحسن الظن بالرب- جل وعلا- ولهذا كان -عليه الصلاة والسلام- يتفاءل، وكل ذلك من تعظيم الله - جل وعلا- وحسن الظن به وتعلق القلب به، وأنه لا يفعل للعبد إلا ما هو أصلح له.
" ولأبي داود بسند صحيح عن عقبة بن عامر قال: «ذكرت الطيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أحسنها الفأل» . الطيرة: يعني التأثر بالكلمة؛ لأننا ذكرنا أن الطيرة عامة تشمل الأقوال والأعمال التي تحصل أمام العبد، فإذا كان ثم تطير فإن أحسنه الفأل، يعني: أن يقع في قلبه أنه سيحصل له كذا وكذا من جراء كلمة سمعها، أو من جراء فعل حصل له. وأحسن ذلك الفأل وغيره مذموم، وإنما كان الفأل محمودا وممدوحا ومأذونا به؛ لما ذكرنا من أنه إذا تطير متفائلا فإنه محسن الظن بالله- جل وعلا- لأن التفاؤل يشرح الصدر، ويؤنس العبد، ويذهب الضيق الذي يوحيه الشيطان ويسببه في قلب