1045 - دليل آخر: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرجع في الحوادث إلى حكم التوراة والإنجيل ولا يسأل عن شرع من قبله وإنما كان ينتظر الوحي ولهذا (انتظره) حين قذف هلال زوجته حتى نزلت آية اللعان، وكذلك حين حدث الظهار والإفك وغير ذلك.
فإن قيل: فقد رجع إلى التوراة في الرجم وكذلك في القصاص (في) السن فإنه قال (في) كتاب الله القصاص، وذكر السن في القصاص إنما ذكره الله تعالى في التوراة في قوله: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ - إلى قوله- والسن بالسن}.
قلنا: رجوعه إلى التوراة (في الرجم) موافقة لليهود وتعنيف لهم حين جحدوا الرجم في شرعهم، ألا ترى أنه لم يرجع في غير ذلك إليها من شرائط الرجم كالإحصان وغيره. وأيضاً (فإن) كون التوراة مغيرة يمنع من الرجوع إليها في استفادة الحكم منها، وقوله "كتاب الله القصاص" لم يرد به التوراة لأن كتاب الله إذا أطلق لم يعقل منه إلا القرآن يقال: هو أقرأنا لكتاب الله وحكمنا بكتاب الله