فإن قيل: لو جاز ذلك لكان فيه قلب الحقائق وذلك مستحيل.

قلنا: إنما يستحيل ذلك، لو استحال انفكاك الاسم عن المعنى، (وقد بينا أن المعنى يجوز) أن ينفك عن الاسم، والاسم ينفك عن المعنى.

والدليل على حسنه: أنه لا يمتنع أن يكون في (هذا) النقل مصلحة، كما لا يمتنع أن يكون في تكليف العبادة مصلحة، والمصلحة وجه حسن.

824 - دليل آخر: أن الشريعة قد جاءت بعبادات لم تكن معروفة في اللغة، فلم يكن بد من (وضع اسم) لها لتتميز به (عن) غيرها، كما وضع أهل الصنائع لكل ما استحدثوا من الأدوات أسماء تعرف بها عند الحاجة إلى ذكرها، وكذلك إذا ولد للإنسان مولود سماه ليميزه (عن) غيره.

فإن قيل: نقل الاسم (عن) معناه إلى معنى آخر يقتضي تغيير الأحكام المتعلقة به، لأنه إذا أمر بالصلاة وهي الدعاء ثم نقلها إلى هذه الأفعال تغير الحكم وهذا قبيح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015