لنا الشهوات وشغلتنا بالملاذ عن التفكر والتدبر (بعقلنا) فقطع الله سبحانه حجتهم بالرسل، ألا ترى (أنه تعالى) قال: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ} فجعل الحجة عليهم طول العمر للتفكر والتذكر، ثم النذير (للبينة)؟.

واحتج: بأنه لو كان في العقل إلزام وحظر لوجب أن يكون (لمعرفة) الحسن والقبيح (أصل) في أوائل العقل، يترتب عليه ما سواه، ألا ترى أن (للعدم) والحدوث فيها (أصلاً)؟، ولو كان ذلك كذلك لكان من ينكر الحسن (والقبح) (متمسكاً بما يعقله) مغالطاً نفسه، لأنه جاحد ما ثبت في البداية مكابر.

والجواب: أن (للحسن) والقبيح (أصلاً) في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015