نفسه على القبائل.
(دليل آخر هو الخامس): أنا نجد الحمد على الجميل، والذمي على القبيح يلزمان مع وجود العقل، ويسقطان مع عدمه فلولا أنه مقتضى للقبيح والحسن لم يكن (لتخصيص العاقل) بالذم على القبيح، والمدح على الحسن معنى، وإذ قد وجدنا (ذلك) دل على أن في العقل حظراً وإلزاماً.
ودليل سادس: (وهو) أن التكليف محال إلا مع العقل، ولهذا لا يكلف الشرع شيئاً إلا بعد كمال عقولنا فدل على أن السمع يعلم بالعقل، وإذا كان معلوماً به والعقل متقدم عليه، لوا تقف معرفته على الشرع، استحال أن يقال: طريق معرفته (تعالى) السمع، وكيف يتصور ذلك، ونحن لا نعلم وجوب النظر بقول الرسول حتى نعلم أنه رسول، ولا نعلم أنه رسول حتى نعلم أنه مؤيد بالمعجزة، ولا نعلم أنه مؤيد بالمعجزة حتى نعلم أن التأييد من الله