طعام يشتهى لذيذ، لجواز أن يكون مسموماً، ولا (يلومون) إذا هرول من تحت حائط مائل منفطر، (أو امتنع) من أكل طعام شهي لأمارة (دلت على) أنه مسموم، ويعلمون الانتفاع بهذه الأشياء من الثمار (والماء) /200 أ، ويستبعدون كونها مفسدة أو مضرة، كاستبعادهم كون الطعام مسموماً، وأن الحائط الصحيح المستقيم يسقط على من مر تحته.
طريقة أخرى: أن الأشياء كلها لله تعالى الحيوان وغيره، ومعلوم في العقل أن حياة الحيوان وصلاحه (بتناول) المآكل والمشارب، ويتركها يتلف، ويقبح في العقل إهلاك الملك (مع القدرة على حفظه بمنفعة في الملك) حتى تركت هلكت وفسدت، ألا ترى أنه لو كان له عبيد وعنده طعام لم يحسن أن يترك العبيد يهلكون جوعاً والطعام (حتى يتلف ويفسد؟).
فإن قيل: إنما يباح ذلك لأجل الضرورة كما يباح طعام الغير لذلك.