فيما أخرجه في محبسه: "الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم"، فأخبر أن كل زمان لم يخل من رسول أو عالم يقتدي به، وهذه المسألة (يتصور) في قوم لم تبلغهم الدعوة، وعندهم ثمار وغيرها، هل يباح لهم تناولها، أو تحرم عليهم؟ وفي موضع آخر، وهو أن (نقول): هذه الأشياء لو قدرنا خلو شرع عن حكمها ما ينبغي أن يكون حكمها؟، ويفيد أيضاً في الفقه: أن كل من حرم شيئاً أو أباحه، قال قد طلبت في الشرع دليلاً على ذلك فلم أجد، فبقيت على حكم الأصل (وهو العقل).
فإن قيل: (في حكم العقل) نقل الكلام إلى ذلك الأصل، فيدل الآن على أنها على الإباحة في العقل بأشياء.
أحدهما: أن الانتفاع بهذه الأشياء منفعة ليس فيها وجه من وجوه القبح، وكل ما (هذا) سبيله، فالعقل يدعو إليه ويسوغه، إذ هو غرض صحيح، فدل على إباحته.