احتج: بأن أهل اللغة (سموا) ما وجد فيه معنى الشيء باسمه، فسموا البليد حماراً والشجاع أسداً، والسخى بحراً، (وكذلك سمي النبيذ) خمراً، واللواط زنا لوجود معنى ذلك فيه.

(والجواب: إنما) سموا ذلك مجازاً على وجه الاصطلاح، لأنهم تجوزوا بذلك عما وضع له، ولهذا لو قال: رأيت حماراً وبحراً لم يسبق إلى (فهم السامع) أنه رأى بليداً، أو سخياً، وإنما يسبق إلى فهمه أنه رأى البهيمة والماء الكثير المجتمع، فدل على ما ذكرنا.

احتج: بأن الطريق الذي يعلم به الحكم من جهة القياس، وهو تعليق الحكم على معنى (يوجد) بوجوده، ويعدم بعدمه، وهذا موجود في الاسم، (فإذا) رأينا عصير العنب لا يسمى خمراً، فإذا حدثت فيه الشدة (المطربة) سمي خمراً، فإذا زالت عنه (لم يسمى خمراً، فدل على أن علة الاسم الشدة (المطربة)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015