وقاسوا لتثبت دعواكم، (والطريق إلى) ذلك متعذر.

واحتج المخالف: بأن (قال): رأينا أهل اللغة سموا أعياناً بأسماء (كالإنسان) والفرس (والحمار) والأبيض والأسود وغير ذلك، ثم انقرضت تلك الأعيان، (وانقرض) أهل اللغة، واتفق الناس بعدهم على تسمية أمثالها بتلك الأسماء، فدل على أنهم قاسوا على المسموع.

الجواب: إن هذا ليس من جملة القياس، وإنما هو من جملة الوضع، لأنهم وضعوا هذه الأسماء لهذه الأجناس جميعها، وهذا يعلم ضرورة، لأنهم لما سموا إنساناً ثم حدث بعده مثله، فسموه (إنساناً) ثم ولد كل واحد منهم فسموه بذلك، علم أنهم وضعوا ذلك الاسم للجنس، وليس يجوز أن يكون أهل اللغة رأوا عيناً واحدة فسموها باسم، ثم لم يحدث أمثالها، حتى انقرضوا، ولا يمكن نقل ذلك، وإنما نعلم بعقولنا حدوث الحيوان شيئاً بعد شيء، (وتناسله) من غير انقطاع، فثبت ما ذكرنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015