(قلنا): هذا يقتضي أن (من) شاق الرسول واتبع سبيل المؤمنين فقد أحسن وأتى بما وجب عليه، فيكون من شاق الرسول وكذبه في الرسالة واتبع سبيل المؤمنين في مأموراته غير عاص، وهذا غلط، لأن من كذب الرسول وعانده لا يؤمر باتباع سبيل المؤمنين، لأن اتباع سبيل المؤمنين هو بالشرع، فمن كذب صاحب الشرع لا طريق له إلى اتباع ما أوجب الشرع، (على) أن هذا يفضي إلى تكرار من غير فائدة، لأن مشاقة الرسول بانفرادها توجب الوعيد، فيجب أن لا يجعل ذلك شرطاً في اتباع غير سبيل المؤمنين، بل يعلق ذلك بمعنى آخر.

فإن قيل: إنما (يلحق) الوعيد من اتبع غير سبيل المؤمنين بعدما تبين له الهدى.

والهدى بالألف واللام يقتضي جنس الهدى جميعه، فيدخل ما أجمعوا عليه في/ جملة الهدى، ويجب أن يكون بيانه قد حصل (له) بغيره قبل الإجماع بدليل آخر، كما لو قال: إذا تبين لك صدق فلان فاتبعه، (يقتضي) تبين لك صدقه بشيء سوى قوله.

(قلنا): الهدى الذي تبينه شرط في ثبوت مشاقة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015