معرض الذم، ثم ببيان سببه في قوله عز وجل {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ} (الحشر: 14) . فهذا منتهى التحذير عن أن يقع المسلمون فيه لأنه أولاً من صفات اليهود الذميمة ولأن سببه انعدام العقل.
وقد بين سبحانه وتعالى، علاج هذا الداء العضال الذي لم يفتك بالأمة في ماضيها ولا حاضرها مثلُه، وذلك في بيان القرآن الكريم لعلاج ضعف العقل الذي هو سبب اختلاف الكلمة قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ} (الأنعام: 122) .
وقال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} (البقرة: 257) .
وقال تعالى: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (الملك: 22) .
فبين تعالى أنه هو الذي يحيي القلوب الميتة بنور وحيه، وتوفيقه للعمل به، كما بيّن تعالى أن من يمشى على صراط مستقيم، هو المرضي ولا يهدي هذا الصراطَ إلا الله تعالى وحده كما قال تعالى: {وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (النور: 46) .
أسأل الله تعالى أن يهدينا إليه صراطاً مستقيماً آمين.
إذا، فبإتباع القرآن الكريم، تحصل العقلانية المرضية التي تمتلئ معها القلوب إيماناً وحكمة فلا يختلف أصحابها، بل يجتمعون على الحق والهدى، فيبقون أقوياء، محترمي الجانب لا يستطيع عدوهم النيل منهم.
وقد بين القرآن الكريم سبب الضعف وتسلط العدو على المسلمين وأنه هو اختلاف الكلمة والتنازع، قال الله تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا