في ليلةٍ نحرتْ شعبانَ أوْ رجبا
والسَّحرُ معروفٌ. تقولُ: خرجْنا بسحرٍ، وسحرةٌ وبسحرةٍ. هَذِهِ اللُّغةَُ العاليةُ. وفي القرآنِ: {آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ}. وأسحرَ القومُ، إِذَا دخلُوا فِي السَّحرِ. فإذا أردتَ سحرَ يومكَ قلتَ: خرجتُ بسحرٍ، وسحرَ، لمْ تصرفهُ، لأنَّهُ معرفة.
والغداةُ، والجمعُ غدواتٌ، وتقولُ: غدا الرَّجلُ فِي حاجتهِ، يغدُو غدواً. وبكرَ يبكرُ، وبكَّرَ يبكِّرُ، وهيَ البكرةُ، والغدوةُ. فأمَّا قولهُ صلى الله عليهِ وسلَّمَ فِي حديثِ الجمعةِ: منْ غسلَ واغتسلَ وبكَّرَ وابتكرَ واستمعَ ولمْ يلغُ، فمعناه غسَّلَ جوارحَ الوضوءِ، ثمَّ اغتسلَ. وإنَّما شدَّد لأنَّهُ أرادُ غسلاً بعدَ غسلٍ، حَتَّى يتمَّ ثلاثَ مراتٍ. وبكَّرَ، أيْ أتى الصَّلاةَ لأوَّلِ وقتِها. وابتكرَ أدركَ أوَّلَ الخطبةِ، منْ قولهمْ: ابتكرَ الرَّجلُ، إِذَا أكلَ باكورةَ الفاكهةِ، وهيَ أوَّلها.
والغلسُ مسترقٌ الظَّلامِ عند إقبالِ الصُّبحِ غلَّسَ الرَّجلُ، إِذَا خرجَ بغلسٍ.
وهجَّرَ، إِذَا خرجَ فِي الهاجرةِ. والهاجرةُ والهجيرُ نصفُ النَّهارِ.
والعشَّيةِ، والجمعُ عشايا وعشيَّاتٌ. وتقولُ: الغدايا والعشايا. والأصْلُ فِي الغدايَا غدواتٌ.
وإنَّما يقولونَ: غدايا، لمكانِ عشايَا، كما