ثمانيةٌ وعشرونَ منزلاً، ينزلُ القمرُ فِي كلِّ ليلةٍ بمنزلٍ منْها. قالَ تعالىَ: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}. والعربُ تزعمُ أنَّ الأنواءَ لها. ومعنى ذلكَ أنَّ أحداً منْ الأممِ لا يشارِكُهمْ فِي عِلْمِها. وتسمَّيها نجومَ الأخذِ، لأنَّ القمرَ يأخذُ كلَّ ليلةٍ فِي منزلٍ منْها.
والأزمنةُ أربعةٌ. الرَّبيعُ وهوَ عندَ النَّاسِ الخريفِ. سمَّتهُ العربُ ربيعاً، لأنَّ أوَّلَ المطرِ يكونُ فيهِ. وسمَّاهُ النَّاسُ خريفاً لأنَّ الثَّمارَ تخترفُ فيهِ. ودخولهُ عندَ حلولِ الشَّمسِ برأسِ الميزانِ. ونجومهُ:
والغفرُ، والزُّبانى، والإكليلُ، والقلبُ، والشَّولةُ، والنَّعائمُ، والبلدةُ. كذا قيلَ. والبلدةُ ليستْ بنجمٍ، وإنَّما هوَ موضعٌ خالٍ منَ النَّجومِ، ينزلُ القمرُ بها، فعدَّتْ معَ النَّجومِ الَّتِي هيَ منازلُ القمرِ.
ثمَّ الشَّتاءُ. ودخولهُ عندَ حلولِ الشَّمسِ برأسِ الجديِ. ونجومهُ:
سعدُ الذَّابحِ، وسعدُ بلعَ، وسعدُ السُّعودِ، وسعدُ الأخبيةِ، وفرغُ الدَّلو المقدَّمُ، وفرغُ الدَّلْوِ المؤخَّرُ، والرِّشاءُ.
ثمَّ الصَّيفُ. وهوَ عندَ النَّاسِ الرَّبيعُ. ودخولهُ عندَ حلولِ الشَّمسِ الحملَ. ونجومهُ:
الشَّرطانِ، والبطينُ، والثُّريَّا والدَّبرانُ، والفقعةُ، والهنعةُ، والذِّراعُ. والثُّريا تصغير ثروى. وأصلها منَ الكثرةِ. وسمَّيتِ بذلكَ لكثرةِ عددِ نجومِها. ومنهُ الثَّراءُ كثرةِ المالِ. ويُقالُ لها النَّظمُ.
ثمَّ القيظُ. وهوَ عندَ النَّاسِ الصَّيفُ. ودخولهُ عندَ حلولُ