وأما المرفوع: فقد رواه ابنُ المبارك في " الزهد ": (ص256) ، قال: أخبرنا الليث بن سعد وأبو عبيد في " غريب الحديث" (1/16 ـ 17) قال: حدثنا أبو النضر عن الليث بن سعد عن بكير بن عبد الله الأشج عن عامر بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر بقوم يتجاذون (?) مهراساً ـ المهراس حجر ـ فقال: " أتحسون الشدة في حمل الحجارة، إنما الشدة أن يمتلئ أحدكم غيظاً ثم يغلبه " انتهى.
قلت: وإسناده صحيح إلا أنه مرسل، عامر بن سعد هو ابن أبي وقاص.
ورواه البزار في " مسنده ": (2/438 ـ زوائده) قال: حدثنا إبراهيم بن المستمر العروقي، ثنا شعيب بن بيان: ثنا عمران عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يرفعون حجراً، فقال: " مايصنع هؤلاء؟ " فقالوا: يرفعون حجراً يريدون الشدة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أفلا أدلكم على من هو أشد منه؟ ـ أو كلمة نحوها ـ الذي يملك نفسه عند الغضب ".
قال البزار: قلت: علته شعيب.
قال مقيده: شعيب له مناكير، قاله الجوزجاني، وقال العقيلي: يحدث عن الثقات بالمناكير كاد أن يغلب على حديثه الوهم، وقال الذهبي: صدوق، وفي " التقريب": صدوق يخطئ. انتهى.
وعمران: هو ابن داور القطان، لابأس به صدوق، وضعفه النسائي، قال في " المجمع ": (8/68) : (فيه شعيب بن بيان وعمران القطان وثقهما ابن حبان وضعفهما غيره، وبقية رجالهما رجال الصحيح) انتهى.