قال أبُو عَبد الله حَمْزةُ بنُ الحَسَن الأَصْفَهانيّ: يُقال: إنَّ أَوَّلَ مَن وَضَع الكتابةَ العَربيَّةَ قَوْمٌ من الأَوائل نَزَلُوا في عَدْنانَ بن أدَدٍ واسْتَعْرَبُوا ووَضعوا هذه الكتابةَ على عَدد حُروف أَسْمائِهم، وكانُوا سِتَّةَ نَفَر، أسماؤُهم: أَبْجَد، هَوَّز، حُطِّي، كَلَمَنْ، سعفص، قرشت، وإنهم مُلوك مَدْيَن، ورَئيسُهم كَلَمَنْ، هَلكوا يوم الظُّلَّة مع قَوم شُعَيب، فقالت ابنةُ كَلَمَنْ تُؤَبِّنُه:
كَلَمَنْ هَدَّمَ رُكْني ... هُلْكُهُ وَسْطَ المَحَلَّهْ
سَيِّدُ القَوم أَتاه الـ ... ـحَتْفُ نارًا وَسْطَ ظُلَّهْ
جَعَلت نارٌ عليهمْ ... دَارَهُمْ كالمُضْمَحِلَّهْ
ثم وَجد مَن جاء بعدهم حُروفًا لَيست من أَسمائهم، وهي ستّة: الثاء، والخاء، والذال، والضاد، والظاء، والغين، فسموها الرَّوادِفَ.
قال قُطْرُبٌ: هو أَبو جَاد، وإنّما حُذفت " واوه وأَلفه "، لأنه وُضع لدلالة المُتعلِّم، فكُره التَّطْويلُ والتَّكْرارُ، وإعادةُ المِثْل مَرَّتَيْن، فكَتَبُوا " أبجد " بغير " واو "، ولا " ألف "، لأن " الألف " في " أبجد "، والواو في " هوز "، قد عُرِفت صُورتهما، وكل ما مُثِّلَ من الحُروف استُغْنِي عن إعادته.
وبَجُودَاتٌ، في دِيار سَعدٍ: مواضعُ مَعْرُوفة؛ ورُبّما قالوا: بَجُودَةُ.
ابنُ الأعرابيّ: بَجَّد بالمَكَان تَبْجيدًا، إذا أَقَام به.
وبُجَيْدٌ، مُصغَّرًا، وبِجَادٌ، بالكَسر، في الأَعْلام كَثِيرٌ.
وثَوْبَانُ بنُ بُجْدُدٍ، على مثال: " قُعْدُدٍ " - ويقال: ابن جَحْدَر -: مولى رَسُول الله، صلى الله عليه وسلم.
والطُّفَيْلُ بنُ راشِد العَبْسيّ، ثم البِجَاديّ: شاعرٌ.
* ح - البَجْدَةُ: الأَصْلُ.
والبَجْدَة: الصَّحْرَاءُ.
وبُجْدَانُ: جَبَلٌ.