وغَيْثٍ مَرِيعٍ لَمْ يُجَدَّعْ نَبَاتُهُ ... وَلَتْهُ أَهَالِيلُ السِّمَاكَيْنِ مُعْشِبِ
وقال غَيْرُه: وَاحِدُها: أُهْلُولٌ.
والهِلَالُ: ما اسْتَقْوَسَ مِنَ النُّؤْيِ.
وقال بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ: الهِلَالُ: سِلْخُ الحَيَّةِ؛ وأنشدَ لِكُثَيِّرِ عَزَّةَ:
يُجَرِّرُ سِرْبَالًا عَلَيْهِ كَأَنَّهُ ... سَبِيءُ هِلالٍ لَمْ تُخَرْبَقْ شَرَانِقُهْ
هكذا ذكرَه ابنُ فَارِسٍ؛ وإنَّما " الهِلالُ " في هذا البَيْتِ: الحَيَّةُ، لا سِلْخُها. وسَبِيئُها: سِلْخُها الذي سَبَأَتْهُ؛ أي: سَلَخَتْهُ؛ يَعْنِي: أَنَّهُ يَلْبَسُ الوَشْيَ ويَسْحَبُه، فشَبَّهَ ذلك الثَّوْبَ، الذي يَصِفُ، بِسِلْخِ الحَيَّةِ.
وقال ابنُ الأعرابيِّ: الهِلَالُ: الغُلامُ الحَسَنُ الوَجْهِ.
وقال ابنُ بُزُرْجَ: هِلَالُ المَطَرِ، وهَلَالُه؛
وما أَصَابَنَا هِلَالٌ، ولا بِلَالٌ، ولا طِلَالٌ.
قال: وقالوا: الهَلَلُ، لِلأَمْطَارِ؛ وَاحِدُها: هَلَّةٌ؛ وأنشدَ:
* مِنْ مَنْعِجٍ جَادَتْ رَوَابِيهِ الهَلَلْ *
وقال أبو الهَيْثَمِ: يُسَمَّى القَمَرُ، لِلَيْلَتَيْنِ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ: هِلَالًا، ولِلَيْلَتَيْنِ مِنْ آخِرِ الشَّهْرِ - سِتٍّ وعِشْرِينَ، وسَبْعٍ وعِشْرِينَ -: هِلَالًا، ويُسَمَّى ما بَيْنَ ذلك: قَمَرًا.
وقال ابنُ دُرَيْدٍ: ثَوْبٌ هَلٌّ، بالفتحِ، وهَلْهَالٌ، إذا كانَ رَقِيقًا.
ويُقالُ: أَهَلَّ السَّيْفُ بِفُلانٍ؛ إذا قَطَعَ مِنْهُ؛ ومِنْهُ قَوْلُ ابنِ أَحْمَرَ:
وَيْلُ امِّ خِرْقٍ أَهَلَّ المَشْرَفِيُّ بِهِ ... عَلَى الهَبَاءَةِ لا نِكْسٌ ولا وَرِعُ
فأَمَّا قَوْلُ القَائِلِ:
ولَيْسَ بِهَا رِيحٌ ولَكِنْ وَدِيقَةٌ ... يَظَلُّ بِهَا السَّامِي يُهِلُّ ويَنْقَعُ
فإنَّ " الإهْلالَ " - فيما يُقالُ -: رَفْعُ العَطْشَانِ لِسَانَهُ إلى لَهَاتِه لِيَجْتَمِعَ لَهُ رِيقُه؛ وهكذا رَوَاهُ