وسُمِعَ بَعْضُ العَرَبِ يَقُولُ: جِلْدِي يَأْكُلُنِي، إذا وَجَدَ حِكَّةً.
وآكِلَةُ اللَّحْمِ: السِّكِّينُ؛ وأَكْلُها اللَّحْمَ: قَطْعُها إيَّاهُ.
وكذلك: العَصَا المُحَدَّدَةُ.
وقِيلَ: آكِلَةُ اللَّحْمِ: النَّارُ.
وقِيلَ: السِّيَاطُ، لِإِحْرَاقِها الجِلْدَ.
وبِجَمِيعِها فُسِّرَ قَوْلُ عُمَرَ، رضي الله عنه: آللهِ، لَيَضْرِبَنَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ بِمِثْلِ آكِلَةِ اللَّحْمِ، ثم يَرَى أَنِّي لا أُقِيدُه مِنْهُ، واللهِ لَأُقِيدَنَّهُ مِنْهُ.
قَوْلُه " آللهِ "، أَصْلُه: أَبِاللهِ، فأَضْمَرَ الباءَ، ولا تُضْمَرُ في الغالِبِ إلَّا مَعَ الاسْتِفْهامِ.
وفي حَديثِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم " أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ القُرَى "، يقولون: يَثْرِبُ؛ أي: يَفْتَحُ أَهْلُها القُرَى ويَغْنَمُونَ أَمْوَالَها، فجَعَلَ ذلك أَكْلًا مِنها للقُرَى، على سَبِيلِ التَّمْثِيلِ. ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ هذا تَفْضِيلًا لها على القُرَى، كقَوْلِهم: هذا حَدِيثٌ يَأْكُلُ الأَحَادِيثَ.
وإنَّهُ لَيَجِدُ أَكِلَةً؛ أي: حِكَّةً، لُغةٌ في أُكَالٍ، بالضمِّ؛ وإِكْلَةٍ، بالكسرِ.
وأُكَيْلٌ، مُصَغَّرًا، هو مُؤَذِّنُ إبْراهِيمَ النَّخَعِيِّ.
ورَجُلٌ مُؤْكَلٌ، على " مُفْعَلٍ "؛ أي: مَرْزُوقٌ.
والتَّأَكُّلُ: شِدَّةُ بَرِيقِ حَجَرِ الكُحْلِ، إذا كُسِرَ، أو الفِضَّةِ.
وقال الجوهريُّ: الآكَالُ: سَادَةُ الأَحْيَاءِ الذين يَأْخُذُونَ المِرْبَاعَ وغَيْرَه.
والصَّوابُ: ذَوُو الآكَالِ، فإنَّ " الآكَالَ ": مَآكِلُ المُلُوكِ.
وقال أيْضًا: قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:
وأَبْيَضَ صُولِيًّا كأَنَّ غِرَارَهُ ... تَلَأْلُؤُ بَرْقٍ في حَبِيٍّ تَأَكَّلَا
والبَيْتُ مُدَاخَلٌ، وصَوابُ إنْشادِه: " وأَبْيَضَ هِنْدِيًّا ".
وإنَّما ذَهَبَ وَهْمُه إلى بَيْتٍ آخَرَ، يَصِفُ فيه الدِّرْعَ:
وأَمْلَسَ صُولِيًّا كَنِهْيِ قَرَارَةٍ ... أَحَسَّ بِقَاعٍ نَفْحَ رِيحٍ فأَجْفَلا
وقولُه " حَبِيٍّ تَأَكَّلا "؛ الرِّوَايةُ: " تَكَلَّلا " أي: تَبَسَّمَ؛ وسَبَقَ نَظَرُه وَقْتَ النَّقْلِ إلى بَيْتٍ يَلِيه، وهو: